كأس إفريقيا 2025 بين الضغط والطموح "النسور الخارقة" في رحلة البحث عن النجمة الرابعة
يستعد المنتخب النيجيري لكرة القدم، الذي أقصي من سباق التأهل لمونديال 2026، لخوض نهائيات كأس إفريقيا للأمم المقرر (المغرب 2025)، بطموح أكيد وأمل في استعادة بريقهم، معتمدين على جيل موهوب ولكنه في بحث عن الاستمرارية.
ويعد المنتخب النيجيري، المتوج بثلاثة ألقاب قارية ووصيف بطل النسخة الأخيرة لسنة 2023 بكوت ديفوار، أحد أبرز المرشحين الطبيعيين للمنافسة على اللقب، إلى جانب منتخبات الصف الأول وفي مقدمتها المغرب، البلد المضيف.
ويأمل "النسور الخارقة" في استثمار هذه الدورة لإزالة أثر خيبة الإقصاء في تصفيات كأس العالم 2026، واستعادة ثقة جماهيره.
وفي إطار التحضير للاستحقاق القاري، أعلن الناخب الوطني، إريك شيل، عن لائحة تضم 28 لاعبا تجمع بين خبرة الدوليين أمثال فيكتور أسيمان وأديمولا لقمان، واستعداد المواهب الشابة.
وتعكس اختيارات المدرب التقني المالي، الذي تولى مسؤولية المنتخب النيجيري في يناير 2025، بوضوح اتجاها هجوميا، مع وجود مجموعة مختارة من تسعة مهاجمين متمرسين وموهوبين، ومستعدين للدفاع عن ألوان "النسور الخارقة".
مع توفر لاعبين موهوبين يعون تماما ثقل المسؤولية التي تقع عليهم، فضلا عن حجم الدور الذي يتعين القيام به في الدفاع والهجوم، تبرز نيجيريا كمنافس جاد على اللقب القاري، مع مجموعة متنوعة من المهارات، مما يمنحها مرونة تكتيكية قيمة.
ويتكون المنتخب الوطني بشكل أساسي من مجموعة شبابية، تلعب وطموحة تنشط في أكثر البطولات الأوروبية تنافسية، وتتحلى بانضباط تكتيكي وذكاء في التعامل مع الإيقاع العالي للمباريات، إضافة إلى القوة البدنية والسرعة والنجاعة الهجومية، وهي عناصر تجعل من النسور فريقا واعدا.
ووفقا لخبراء المشهد الكروي الإفريقي، تكمن قوة فريق "النسور الخارقة" في إمكاناته الهجومية، بوجود لاعبين موهوبين من الصف الأول. وبين هدافين محترفين في أوروبا ومواهب شابة صاعدة، يمتلك المدرب مجموعة واسعة من الكفاءات، مما يشكل تحديا حقيقيا في اختيار التشكيلة الأمثل.
ويمتاز المنتخب النيجيري بوجود مهاجمين بارزين ينشطون في البطولات الأوروبية الكبرى مثل "البريمرليغ" و"سيري أ" و"البوندسليغا"، ما يجعل خطها الأمامي من بين الأقوى قاريا.
وفي خطي الوسط والدفاع، يعول المنتخب على لاعبين ذوي خبرة، بينهم أليكس أيوبي (فولهام) وويلفريد نديدي (بيشكتاش)، القادرين على التحكم في نسق اللعب وكسر الهجمات، ودعم المهاجمين في خلق الفرص.
وبوجود نجوم لا يحتاجون لإثبات أنفسهم على المستوى الفردي، ومع جهاز تقني جديد، ينتظر النيجيريون من منتخبهم تحقيق نتائج ملموسة واستعادة لقب غاب عن خزائنهم منذ سنة 2013.
وعلى الرغم من أن المنتخب النيجيري يظهر انسجاما لافتا، إلا أن "النسور الخارقة" يتعرضون في الغالب لانتقادات بسبب عدم الانتظام والتقلب في خياراته التقنية.
ويأمل المشجعون أن يقدم المنتخب أداء أكثر ثباتا خلال منافسات كأس إفريقيا، يقطع مع الأخطاء التي رافقت التصفيات المؤهلة لكأس العالم، حين خسر رجال إيريك شيل أمام منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية في نهائي الملحق، مفرطين في آخر فرصة لانتزاع بطاقة التأهل.
وفي أفق انطلاق منافسات كأس الأمم الإفريقية، فقدت "النسور الخارقة" خدمات قائدها ويليام تروست-إكونغ (32 سنة) الذي أعلن اعتزاله الدولي، ما أعاد فتح النقاش حول جاهزية عدد من اللاعبين وأجواء الفريق خلال الاستحقاق القاري.
ومن اللافت أن نيجيريا، سواء من طرف الاتحاد أو الجماهير، وضعت سقفا عاليا لتطلعاتها من مشاركة منتخبها في هذا الموعد القاري الكبير، خاصة بعد أن أخفق الفريق في الفوز بلقبه الرابع بخسارته النهائي الخامس في 2023 أمام كوت ديفوار، ليصبح بذلك المنتخب الذي خسر أكبر عدد من النهائيات في تاريخ كأس إفريقيا للأمم.
وي عتبر منتخب “النسور الخارقة”، الذي سيخوض منافسات المجموعة الثالثة إلى جانب تونس وأوغندا وتنزانيا، من المرشحين للتأهل إلى الدور التالي، مستفيدا من إمكاناته الفردية وخبرته القارية التي تمنحه الأفضلية على منافسيه.
ولا شك أن نيجيريا، البلد الذي تعد كرة القدم فيه شغفا حيا، ستسعى إلى الذهب، لإهداء هذا الجيل من اللاعبين، الذين يقترب العديد منهم من نهاية مسيرتهم، لقبا يليق بسجلهم الحافل في الأندية الأوروبية التي يلعبون فيها.
